
روما ـ رأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، أن “سيف ديموقليس يتمثل بالعودة إلى القواعد الأصلية لميثاق الاستقرار، التي تجعل من المستحيل توافق ميزانيات الدولة مع المعايير العادية”.
وفي مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا) الثلاثاء، أكد الوزير كروزيتّو على الحاجة إلى “نهج رجل الدولة، وليس قصر النظر”. موضحاً أن “في مرحلة الأزمة الاقتصادية والصناعية، أعتقد أن من المستحيل جعل ميزانيات الدولة متوافقة مع المعايير العادية. نحن بحاجة إلى تغيير طبيعة النقاش، فلقد تغير العالم”.
ووفقا للوزير، فإن “المسألة ليست قيمة العجز التي يجب احترامها، بل مستقبل أوروبا”، لافتاً إلى أن “هناك تغييرات هائلة جارية: التحول البيئي، نقص المواد الخام وتقدم مجموعة البريكس التي تتطلب إعادة تعريف العجز”، فإن “معايير ميثاق الاستقرار مبنية على منطق فني بحت، بينما نحن حاجة لنظرة سياسة اقتصاد شامل تتطلع على الأقل إلى ما بين 10 و 15 سنة مقبلة”.
ورأى كروزيتّو “إمكانية التعاون لإصلاح قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي مع الدول الأخرى”، مبيناً أن “هذه القضية تهمها هي أيضاً، وإذا تمكنا من جمع مزيد من البلدان معاً، فيمكننا تحديد خط أقوى ونأمل أن يصبح خط أوروبا بأكملها”. واختتم بالقول: “لكن للوصول إلى 27 دولة، علينا أن نبدأ بواحدة، ثم تصل إلى اثنتين وثلاثة وهكذا”.
يذكر أن ديموقليس عاش في القرن الرابع ق.م. وكان خطيباً مفوهاً وعضواً ببلاط ديونيسيوس الثاني حاكم سيراكوزا الصقليّة من سنة 367 إلى 344 ق.م. وقد ورد ذكره في حكاية “سيف ديموقليس”، التي مفادها أنه كان متملقًا جداً، غالى بوصف سعادة وحظ ديونيسيوس. ولتلقينه درسًا، دعاه هذا الأخير إلى حفل كبير، وبعدما جلس ديموقليس، وجد سيفًا معلقًا بشعرة واحدة يتدلى فوق رأسه، وبقي ذلك تعبيراً عن الخطر المستمر الذي يواكب الثروة والسعادة المادية التي يهتم بها المرء. وقد أصبح الحدث مثلاً يُضرب للتهديد بالخطر.