“علاقة أكثر واقعية”.. رئيس وزراء بريطانيا في زيارة استثنائية إلى بروكسل

يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بروكسل، الأربعاء، للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة في يوليو/ تموز الفائت بعد حكم المحافظون البلاد مدة 14 عامًا.

ويتوقع خلال الزيارة أن يوضح ستارمر تعهده إحياء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي التي تضررت جراء خروج بلاده من التكتل.

“إقامة علاقة أكثر واقعية”

وسيلتقي الزعيم العمالي، قادة المؤسسات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وقال كير ستارمر عشية زيارته: “إني مصمم على وضع سنوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلفنا وإقامة علاقة أكثر واقعية ونضجًا مع الاتحاد الأوروبي”.

وهذا دليل جديد على إرادة لندن على تحسين علاقاتها مع جيرانها الأوروبيين بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي عام 2020 بقيادة بوريس جونسون، المدافع الكبير عن “بريكست”، أي قرار الخروج من الاتحاد المذكور.

وأجرى كير ستارمر في الفترة الأخيرة محادثات ثنائية مع الكثير من نظرائه الأوروبيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، شملت خصوصًا التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية.

ومنتصف الشهر الماضي، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، إن إيطاليا وبريطانيا قررتا تشديد الإجراءات لمواجهة مهربي البشر سعيًا لوقف تدفق المهاجرين عبر البحر.

وأضافت ميلوني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقب اجتماعهما في روما “من الواضح أنها ظاهرة تؤثر على القارة الأوروبية بأكملها”.

وتابعت: “نتفق مع رئيس الوزراء ستارمر على أن أول شيء يتعين علينا فعله هو تشديد معركتنا مع مهربي البشر، وذلك عن طريق توحيد جهودنا أكثر”.

بناء جسور مع أوروبا

عقب فوزه استضاف ستارمر اجتماعًا للأوساط السياسية الأوروبية في المملكة المتحدة تعهد خلاله إعادة بناء الجسور مع أوروبا.

وشدد المسؤول الذي صوت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، على أن تجديد العلاقات لا يعني العودة عن اتفاق بريكست الذي لا يزال موضوعًا سياسيًا يثير الانقسامات في البلاد.

وبدلًا من ذلك، يسعى الحزب العمالي إلى تحسين اتفاقية التجارة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي التي من المقرر تجديدها في العام 2026.

ويتعلق الأمر بالتفاوض بشأن اتفاقية أمنية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاق لجعل الضوابط الحدودية على المنتجات الزراعية أقل صرامة، والاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية. ولم يقدم رئيس الحكومة البريطانية حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول خططه.

مقترح أوروبي يواجه ستارمر

ووضع ستارمر خطوطًا حمراء مستبعدًا الانضمام إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو إعادة العمل بحرية التنقل.

واستبعد الاقتراح الرئيسي للاتحاد الأوروبي إلى هذا اليوم وهو برنامج يسمح بتنقل حر للشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.

ويخشى ستارمر من أن يكون هذا المشروع أشبه بإعادة إدخال حرية التنقل في الوقت الذي يؤكد فيه رغبته في الحد من الهجرة النظامية وغير النظامية.

ويقول محللون إن العماليين قد يجذبهم برنامج تبادل محدود إذا حقق هدفهم الرئيسي المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن ستارمر يواجه ضغوطًا للإشارة إلى انفتاحه على خطة تنقل الشباب الأوروبية أثناء سفره إلى بروكسل لأول مرة كرئيس للوزراء.

وقال سياسيون أوروبيون إنهم يعتقدون أن مثل هذا المخطط سيكون بمثابة “علامة على حسن النية” في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

مصدر