توسّعت الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية إلى خارج التراب الأوكراني والمناطق التي ضمّتها روسيا إلى أراضيها.
وانتقلت المعارك إلى مدينة كورسك، حيث أعلنت القوات الأوكرانية تقدمًا وسيطرة واسعة على مساحات شاسعة من المدينة الروسية.
أكبر توغل أوكراني عبر الحدود
ووُصفت العملية الأوكرانية بأنّها أكبر توغّل عبر الحدود، منذ بدء الحرب المستمرة قرابة عامين ونصف، ما أجبر آلاف المدنيين الروس على الفرار من المنطقة.
وتُشير المعلومات العسكرية إلى أنّ وحدات الدفاع الجوي الروسي دمّرت أكثر من 14 طائرة مسيّرة أوكرانية، بالإضافة إلى عدد من الصواريخ في منطقة الاشتباك.
وبينما وصف الكرملين التقدّم الأوكراني البري بأنّه استفزاز واسع النطاق، أكدت وزارة الدفاع أنّ الجيش الروسي الذي يخوض مواجهات على جبهات تمتد إلى أكثر من ألف كيلو متر مربع، قد أوقف تقدّم القوات الأوكرانية، كاسرًا حلقة الهجوم المضاد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، إنّ موسكو التي أعلنت حالة الطوارئ الفدرالية في كورسك، ستردّ بشكل مباشر على الضربات الأوكرانية في المدينة.
في المقابل، أعلنت خدمة الطوارئ الأوكرانية وقوع قتلى وجرحى في كييف، بعد قصف روسي استهدف المدينة للمرة الثانية خلال أقلّ من شهر.
لكن هذه المرة، يقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ روسيا استخدمت صاروخًا كوريًا شماليًا في القصف الذي استهدف العاصمة، كاشفًا عن سعي أوكرانيا إلى ما وصفه بـ “نقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية بهدف زعزعة الوضع فيها وتشتيت قواتها الميدانية”.
هجوم كورسك رسالة للكرملين بوقف الحرب
وفي هذا الإطار، يقول وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنطين هريشينكو، إنّ الهجوم على كورسك يبعث رسالة إلى الكرملين بضرورة إيقاف حربها على أوكرانيا، والوصول إلى حلّ بالاعتماد على القواعد والأعراف الدولية.
ويوضح هريشينكو في حديث إلى “التلفزيون العربي” من كييف، أنّ القوات الروسية تزعم أنّ القوات الأوكرانية اعتدت على أراضيها، لكن ليس هناك أراضٍ روسية على الأراضي الأوكرانية، وبالتالي يجب عودة القوات الروسية إلى ما بعد حدود عام 1991 المعترف بها دوليًا ووقف الحرب.
حسابات سياسية أوكرانية خاطئة
من جهته، يؤكد الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف أنّ التوغّل الروسي في كروسك هو حدث غير عادي، لكنّ القيادة الروسية لا تنظر إليه على أنّه كأحد أدوات الوصول إلى حلّ سياسي دبلوماسي.
ويقول ماتوزوف في حديث إلى “التلفزيون العربي” من موسكو، إنّ كورسك محافظة مهمة على الحدود مع أوكرانيا، لكنّ ما يجري في كورسك هو حسابات أوكرانية سياسية لا تتناسب مع توازن القوة العسكرية بين موسكو وكييف.
إدارة بايدن تبدي دعمًا راسخًا لكييف
بدوره، يؤكد محلل الشؤون السياسية والمستشار السياسي للحزب الديمقراطي الأميركي كريس ليبتينا أنّ الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن دعمت كييف خلال الحرب، لكنّ التوغّل الأوكراني في كورسك تطوّر جديد، بحيث أبدى بايدن حذره تجاهه.
ويقول ليبتينا في حديث إلى “التلفزيون العربي” من واشنطن، إنّ الإدارة الأميركية في النهاية ستدعم ما يجري في كورسك.