الرئيسية News ثلاث سنوات على سيطرة طالبان على أفغانستان؛ استمرار السياسات التقييدية والتمييزية

ثلاث سنوات على سيطرة طالبان على أفغانستان؛ استمرار السياسات التقييدية والتمييزية

شفقنا – تمضي ثلاث سنوات على استعادة مجموعة طالبان سيطرتها على أفغانستان، ففي 14 آب/أغسطس 2021 أعادت طالبان سيطرتها على أفغانستان، وبينما تصف هي هذا اليوم بيوم “نهاية الاحتلال” يعتبره الشعب الأفغاني ب”اليوم الأسود في التاريخ”.

وللسنة الثالثة من سيطرة طالبان على أفغانستان، تستمر سياساتها التقييدية والمعرقلة للشعب الأفغاني وإجراءاتها التعسفية والتمييزية ضده، أما النساء والشيعة، فهم يواجهون أكثر القيود التي تحد من حقوقهم وحرياتهم.

وقد أعلنت طالبان هذا اليوم، عطلة عامة، وأقامت احتفالات في كابل والولايات المختلفة بالبلاد.

وأقامت طالبان هذا العام احتفالاتها الرئيسية في “قاعدة بغرام الجوية” بولاية بروان شمالي كابل، شارك فيها كبار قيادات طالبان بمن فيهم المساعد السياسي مولوي عبد الكبير والمساعد الاقتصادي عبد الغني برادر ووزير الداخلية بالوكالة سراج الدين حقاني ووزير الدفاع بالوكالة يعقوب مجاهد.

وتعد قاعدة بغرام الجوية، اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، غادرتها القوات الأمريكية ليلا عام 2021 من دون علم الحكومة الأفغانية السابقة.

ولاقامة احتفالاتها بالذكرى السنوية لسيطرتها على البلاد، اتخذت طالبان تدابير أمنية مشددة، ونشرت القوات العسكرية في المدن والطرق، فيما حلقت الطائرات العمودية في سماء كابل.

 

استمرار منع النساء من التعلم والعمل

وفي السنة الثالثة من سيطرة طالبان على أفغانستان، استمرت سياسة منع النساء والفتيات من العمل وتلقي التعليم، ولم تلغ طالبان هذه القيود رغم وعودها المتكررة.

ومنذ الأيام الأولى من سيطرتها ثانية على البلاد، حظرت طالبان، تعلم الفتيات ما بعد الفصل السادس الابتدائي فصاعدا “حتى إشعار آخر”، ويمر اليوم أكثر من ألف يوم على منع الفتيات التلميذات من التعلم في مرحلتي المتوسطة والثانوية.

وبعد ذلك، حظرت طالبان، تعلم الفتيات في الجامعات الحكومية والخاصة وسائر المراكز التعليمية الخاصة، ويمر الان أكثر من عامين لم تطأ قدما أي فتاة طالبة، عتبة الجامعات الأفغانية.

وفضلا عن ذلك، منعت طالبان النساء من العمل في الدوائر الحكومية والمنظمات غير الحكومية الداخلية والدولية ومكاتب الأمم المتحدة، وأرغمت آلاف النساء على ملازمة منازلهن.

وعطلت هذه المجموعة كذلك الأعمال التي تديرها النساء، وتسببت من خلال إغلاق صالات التجميل النسائية، ببطالة أكثر من 60 ألف امرأة. والعديد من هؤلاء النسوة، هن معيلات أسرهن التي فقدت مصدر رزقها بسبب هذه القرارات.

ومن ناحية أخرى، تستمر عمليات اعتقال وسجن ناشطات حقوق المرأة والمدافعين عن حقوق الانسان، فيما تتواصل الجهود الرامية لقمع الاحتجاجات المدنية للمرأة على قدم وساق.

وثمة تقارير عديدة تتحدث عن التعذيب وحتى “الاعتداء الجنسي” على النساء في سجون طالبان؛ بما في ذلك ذكرت صحيفة الغاردين وصحيفة “رخشانه” أنهما شاهدتا مقطع فيديو يظهر فيه عضوا طالبان، وهما يعتديان على سجينة، ويرغمانها على التجرد من ملابسها أمام كاميرا الهاتف الجوال.

ولم تُدخل طالبان في العام الثالث من هيمنتها على أفغانستان، أي تغيير على سياساتها المعادية للمرأة، بل كثفت سوء معاملتها للنساء أكثر من ذي قبل.

 

مواصلة فرض القيود على الشيعة

إن السياسات التقييدية التي تنتهجها طالبان ضد الحقوق والحريات الدينية للشيعة الأفغان، ليس مستمرة للعام الثالث من سيطرتها على البلاد فحسب، بل ازدادت شدة وحدة أيضا.

فقد فرضت مجموعة طالبان في عشرة محرم هذا العام، المزيد من القيود مقارنة بالعام الماضي، على مراسم العزاء الحسيني التي يقيمها الشيعة، وأنزلت رايات العزاء، من فوق أسطح المنازل والمحال التجارية ومزقتها في مختلف المدن الأفغانية.

كما منعت طالبان، الشيعة في هذا العام، من توجيه الدعوة لأهل السنة للمشاركة في مراسم العزاء بمحرم، إضافة إلى منع التحدث إلى وسائل الإعلام حول العزاء الحسيني وحتى طهي الطعام كنذر وتوزيعه في خارج المساجد والحسينيات، ما أدى إلى مقتل شاب بمدينة هرات شارك في مراسم العزاء على إثر ممارساتهم التعسفية والعنيفة.

وإضافة إلى ذلك، فان طالبان لا تطبق قانون الأحوال الشخصية الخاص بالشيعة في البلاد، ويتم الحكم بشأن الأحوال الشخصية للشيعة على أساس الفقه الحنفي.

وتزداد الدعاوى الحقوقية المرفوعة ضد الشيعة الهزارة من قبل الأشخاص المدعومين من طالابن، بحيث اشتكى الشيعة في المناطق المختلفة مرارا من الأحكام غير العادلة والأحادية لطالبان ضدهم، وفي بعض الحالات، لم تدرس طالبان، وثائق ومستمسكات الشيعة، وأصدرت في ضوء ذلك بالتالي أحكاما لصالح الأشخاص المنتمين لعرقية البشتون، وأدانت الشيعة بتسديد مبالغ طائلة لهم.

كما أن مسلسل اغتيالات وقتل الهزارة والشيعة والهجمات الإرهابية الهادفة ضدهم، مستمرة، وباتت طالبان إما عاجزة عن توفير الأمن للشيعة أو لا تريد توفير الأمن لهم أصلا.

وإضافة ذلك، فان طالبان ما تزال تتهرب من تشكيل حكومة شاملة ذات قاعدة شعبية عريضة، وتُصر على سياساتها المتشددة والمتطرفة، ما أدى إلى عدم ظهور أي انفتاح وانفراج في الأفق السياسي الأفغاني لتبقى الآفاق معتمة ومظلمة.

انتهى

مصدر