الرئيسية News مفاوضات الدوحة بشأن غزة.. هل تنجح في إيقاف الحرب ووقف التصعيد؟

مفاوضات الدوحة بشأن غزة.. هل تنجح في إيقاف الحرب ووقف التصعيد؟

تلتئم في العاصمة القطرية الدوحة يوم غدٍ الخميس، جولة المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، تمسكها بورقة الوسطاء المقدمة إليها في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، والمستندة إلى قرار مجلس الأمن وخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، كما أبدت استعدادها للبدء فورًا في بحث آليات تنفيذ مضامين الورقة.

وتشير جميع المعطيات إلى أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي لإبرام صفقة جديدة.

في سياق ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صدّق على توسيع صلاحيات الوفد المفاوض قليلًا، لكن من غير الواضح هل يكفي ذلك لإبرام صفقة.

بدورها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن نتنياهو أضاف شروطًا جديدة قد تنسف جهود التفاوض، ومنها استمرار السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا.

وتشير المؤشرات الأولية لأجواء محادثات الدوحة أيضًا إلى أن الوسطاء يرمون بثقل كبير في هذه الجولة، ومن ذلك إرسال واشنطن مسؤولين كبارًا في إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط.

في خضم ذلك، شدد وزيرا الخارجية المصري والأميركي على ضرورة التعاطي الإيجابي مع جهود الوساطة والانخراط بجدية في المفاوضات، معتبرين ذلك السبيل الوحيد لوقف التصعيد في المنطقة.

كما أكد كل من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية الأميركي في اتصال هاتفي على ضرورة التهدئة وخفض التصعيد.

ما جديد مفاوضات الدوحة بشأن غزة؟

في هذا الإطار، أوضح الباحث في مركز “مدى الكرمل” إمطانس شحادة، أن جديد المفاوضات، هو الحالة الأمنية والعسكرية في المنطقة، مشيرًا إلى أن تهديدات إيران وحزب الله اللبناني بالرد على اغتيالات إسرائيل، وإمكانية توسّع الجبهة الشمالية وصولًا إلى حرب إقليمية، عوامل أدت إلى استنفار الإدارة الأميركية لاحتواء الوضع الراهن.

وفي حديث للتلفزيون العربي من مدينة حيفا، أضاف شحادة أن المفاوضات التي ستعقد غدًا في الدوحة هي أول مفاوضات بين إسرائيل وحماس يكون فيها تهديد جدّي بتوسيع الحرب وتوجيه ضربات للاحتلال.

وفيما اعتبر أن إسرائيل كانت تحاول المراوغة والتأجيل في كل الجولات السابقة وخاصة نتنياهو، لفت إلى أنه في حال فشل المفاوضات وكانت إسرائيل مسؤولة عن ذلك، فإن هذا الأمر سيعجل الرد العسكري من قبل إيران وحزب الله.

ورأى شحادة أن نتنياهو في الوضع الراهن، لا يستطيع تحمل مسؤولية إفشال المفاوضات وخلق أزمة جديدة مع الإدارة الأميركية، فيكون متهمًا إسرائيليًا وعالميًا بأنه أدى إلى حرب بعد عمليات الاغتيال.

واعتبر أن جولة المفاوضات ستكون مختلفة، بمعنى أن الوفد الإسرائيلي لن يقوم بإفشالها، لكنه سيحاول المماطلة والتأخير وإعطاء أجوبة لا تضمن موافقة حماس، كما أنه سيسعى إلى إرضاء الإدارة الأميركية، وتقديم نوع من المرونة، دون أن يؤدي ذلك إلى اتفاق..

ما هو موقف حركة حماس من المفاوضات؟

من جهته، أكد الباحث والكاتب السياسي مأمون أبو عامر، أن موقف حماس يلتزم بالإطار التفاوضي الأساسي الذي جاءت به ورقة الرئيس الأميركي وقرار الأمم المتحدة.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من اسطنبول، أن حماس لا تريد التفاوض على ما تم الاتفاق عليه، مشيرًا إلى أن مبادرة بايدن هي بالأصل مبادرة إسرائيلية وجاء بها الرئيس الأميركي.

وفيما أردف أن نتنياهو يقول إنه يرحّب بالمفاوضات ثم يفرض شروطًا على حماس وكأنه يريد من الحركة أن تستسلم، شدد على أن الحركة لن تقدم استسلامًا لنتنياهو مهما كان الثمن.

ورأى أبو عامر أن الاحتلال – مدعومًا من واشنطن – يحاول توريط حماس لتظهر على أنها الطرف الرافض، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستغطي تل أبيب وتبرر لها مواقفها.

كما أشار أبو عامر إلى أن حركة حماس ليست وحيدة في الوضع الراهن، وأن هناك معطى جديدًا في الميدان يمكن أن يغير ويدفع الطرف الإسرائيلي إلى تغيير موقفه، وهو التهديد الإيراني وإمكانية منع تمدد حرب إقليمية لا تريدها الولايات المتحدة الأميركية.

واعتبر أن ذلك عامل مهم جدًا يساعد في الضغط على إسرائيل، وإجبار أميركا على الضغط على نتنياهو.

موقف واشنطن من مفاوضات وقف إطلاق النار

من ناحيته، قال كبير الباحثين في المجلس الأطلسي توماس واريك إن الولايات المتحدة الأميركية تبذل “جهودًا مضنية” للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، اعتبر واريك أن “مقترح الثاني من يوليو غفل عن بعض التفاصيل التي تشكل حجر عثرة”.

وتابع أن من المهم معرفة “من سيمسك بزمام أمور الحدود بين غزة ومصر، ومن سيعود إلى شمال غزة، وهل سوف يبقى المقاتلون في الجنوب؟ وهل يمكنهم العودة إلى الشمال؟”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة يمكن أن يفضي إلى وقف الحرب لأسابيع والإفراج عن العديد من الرهائن”.

مصدر