11/8/2024–|آخر تحديث: 11/8/202402:52 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أثبتت موجة عدوى كوفيد الصيفية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قوتها واستمرارها الشديدين، لتدهش الخبراء حيال صمودها مع دخولها الشهر الثالث على التوالي.
وذكرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن الدكتورة إليزابيث هادسون، المديرة الإقليمية للأمراض المعدية في مستشفيات “كايسر بيرمانينت” جنوبي كاليفورنيا، قالت إن قوة موجة كوفيد هذا الصيف ربما ترتبط إلى حد كبير بالمتحورات الفرعية الأكثر عدوى التي لا تزال تظهر مع تطور فيروس كورونا.
وظهر خلال الأشهر الأخيرة عدد مذهل من المتحورات ذات الصلة يطلق عليها جميعًا (فليرت). أحدها بالأخص وهو (كيه بي.3.1.1)، كان يزداد قوة بوتيرة مدهشة حتى أصبح أكثر السلالات انتشارًا على مستوى الولايات المتحدة.
ووصف هدسون الإصابات بفيروس كورونا هذا الصيف بأنها “قوية إلى حد ما وطويلة الأمد، وتدوم لفترة أطول قليلًا مما كنت أعتقد”.
California COVID surge is surprisingly stronger, longer-lasting than experts had expected https://t.co/AJOxFaElkc
— Fara Kaufman (@justfara) August 5, 2024
المتحور الأكثر شراسة
وقال الدكتور بيتر تشين-هونج، خبير الأمراض المعدية بجامعة يو سي كاليفورنيا في سان فرانسيسكو “إن متحور (كيه بي3.1.1) يبدو الأكثر براعة فيما يتعلق بانتقال العدوى، وهو المتحور الذي يعتقد الخبراء أنه سيواصل السيطرة من بين المتحورات الأخرى، ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في أنحاء العالم”.
وتجاوزت مستويات فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي في كاليفورنيا أعلى الأرقام التي سجلت خلال الصيفين الماضيين، وذلك وفقا لتقديرات بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الصادرة مؤخرًا والتي استمرت حتى الأسبوع المنتهي في 27 يوليو/تموز.
وسجلت كاليفورنيا و43 ولاية أخرى، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا، مستويات “مرتفعة” و”مرتفعة جدًا” لفيروس كورونا في مياه الصرف الصحي لمدة 8 أسابيع متتالية.
ورغم أن حالات دخول المستشفى بشكل عام لا تزال تمثّل جزءًا صغيرًا من تلك التي شوهدت خلال الارتفاعات الصيفية السابقة لكوفيد، فإن أعداد دخول المستشفيات وزيارة غرف الطوارئ آخذة في الارتفاع، كما تشهد العيادات أعدادًا كبيرة من المرضى المصابين بالمرض.
قفزة مذهلة
وقدّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن متحور “كيه بي3.1.1” يشكل نسبة %27 تقريبًا من عيّنات فيروس كورونا على المستوى الوطني، وهو ما يمثل قفزة مذهلة عن نسبتها السابقة البالغة 7% تقريبًا المسجلة قبل شهر.
ونظرًا لكون المتحورات الفرعية من سلالة “فليرت” متقاربة، فمن المحتمل أن توفر الإصابة بأي منها بعض الحماية ضد البقية، على الأقل لبعض الوقت.
وقال تشين-هونج إنه إذا لم تصب بكوفيد منذ فترة طويلة، فإن ظهور (كيه بي3.1.1) يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، حيث أنه تحوّر ليصبح أسرع انتشارًا.
ووسط هذه التحديات عن سرعة تفشي العدوى أكثر من أي وقت، يتضاءل عدد الأشخاص الذين لم يسبق لهم الإصابة بكوفيد19 والمعروفون باسم (نوفيدز).
أعراض حادة
وعلى الرغم من أن المتحورات الفرعية الأحدث سهلة الانتشار بشكل أكبر، فإنه لا توجد مؤشّرات بصفة عامة على أنها من المرجح أن تستدعي دخول أي شخص المستشفى.
لكن مع ذلك، أعرب بعض الأشخاص عن دهشتهم إزاء مدى شعورهم بالمرض خلال إصابتهم بمتحور كوفيد الأخير، حيث عانوا من التهاب شديد في الحلق، إلى حد شعورهم بآلام كأمواس حلاقة أو شظايا زجاج في حلقهم، بجانب تعرّضهم لنوبات سعال حادة تنتهي بضيق في التنفس.
يقول الأطباء إنه ربما لأن بعض الأشخاص مرّت عليهم سنوات منذ آخر إصابة بالعدوى أو جرعة لقاح تلقوها، فإن ذلك يجعل الإصابة بمتحور هذا الصيف أمرًا مفزعًا بشكل خاص.
وتأتي موجة العدوى الجديدة في وقت يتأخر فيه العديد من الأشخاص عن لقاحاتهم الدورية لكوفيد. ويقول مسؤولو الصحة إن كل شخص اعتبارًا من عمر 6 أشهر ينبغي أن يكون حاصلًا على جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد منذ أيلول/سبتمبر الماضي، لكنّ القليلين هم من فعلوا ذلك.
ومع احتمال ظهور لقاح جديد لكوفيد الشهر المقبل، قدّم الأطباء نصائح مختلفة حول ما إذا كان يتعين الانتظار أو الحصول على اللقاح الحالي للوقاية من موجة الارتفاعات الأخيرة.
ونصح تشين-هونج الأشخاص الأكبر سنًّا أو الذين يعانون من نقص المناعة -والذين هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كوفيد الحادة- أن يأخذوا في الاعتبار تلقّي اللقاح المتوفر حاليًا إذا كانوا تخلّفوا عن جرعاتهم المقررة.
وربما لا يضطر الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الحالي إلى الانتظار مدة طويلة قبل تلقّي اللقاح الجديد الذي سيُطرح هذا الخريف في السوق الأمريكية.